كتاب: مجمع الأمثال **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **


3091- كعَارِمةٍ إذا لمْ تَجِدْ عَارِماً

يعني كالمرأة إذا لم يكن لها ولد يَمُصُّ ثَدْيَها مَصَّتْ هي ثديَهَا لئلا يَرِمَ‏.‏

يضرب لمن يتولى أمر نفسه إذا لم يجد له من يكفيه‏.‏

3092- كُلُّ فَحْلٍ يَمْذِي، وكُلُّ أُنْثَى تَقْذِي

يُقَال‏:‏ مَذَى الرجلُ يَمْذِى مَذْياً، إذا خرج منه المَذْىُ، وقَذَتِ الشاة تَقْذِي قَذْيَاً، إذا ألقَتِ بياضاً من رحمها، فالقذى من الأنثى مثل المَذْي من الذكر، ويقَال ‏[‏ص 155‏]‏ ‏"‏كل ذكر يَمْذِي وكل تَقْذِي‏"‏

يضرب في الُمبَاعدة بين الرجال والنساء

3093- كما تَدِينُ تُدَانُ

أي كما تُجَازَى تُجَازَى، يعني كما تعمل تجازى، إنْ حَسَناً فَحَسَنٌ وإن سيئاً فسيئ، يعني إن عملت عملاً حسناً فجزاؤك جزاء حسن، وإن عملت عملاً سيئاً فجزاؤك جزاء سيء‏.‏

وقوله ‏"‏تدين‏"‏ أراد تصنع، فسمى الابتداء جزاء للمطابقة والموافقة، وعلى هذا قوله تعالى‏:‏ ‏(‏فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم‏)‏ ويجوز أن يجري كلاهما على الجزاء، أي كما تجازي أنت الناس على صنيعهم كذلك تُجَازَى على صنيعك، والكاف في ‏"‏كما‏"‏ في محل النصب نعتا للمصدر، أي تُدَان دينَاً مثلَ دَيْنِكَ‏.‏

3094- كَلاَ زَعَمْتَ أَنَّهُ خَصِرٌ

لقي رجلان فارساً في يوم شَات، فحَمَلاَ عليه وقَالا‏:‏ إن مابه من الخَصَرِ‏(‏1‏)‏

‏(‏الخصر - بفتح الخاء والصاد - البرد الشديد، والخصر - بكسر الصاد - الذي آلمه البرد، قَال عمر بن أبي ربيعة المخزومي‏:‏

رأيت رجلا أما إذا الشمس عارضت * فيضحى، وأما بالعشي فيخصر‏)‏

شاغله عنا، فلما أهْويَا حمل فَطَنَ أحدهما فَقَال المطعون لصاحبه‏:‏ كلا‏!‏ زعمت أنه خَصِرَ‏.‏

يضرب فيما يخالف الظن

3095- كَيْفَ تُبْصِرُ القَذَى فِي عَيْنِ أخِيْكَ وَتَدَعُ الجِذْعَ المُعْتَرِضَ في عَيْنَكَ‏؟‏

يعني تعييرك غيرَكَ داءٌ هو جزء من جملة مافيك من الأدواء، يعني العيوب

3096- أكْثَرَ مِنَ الحَمْقَى فأورِدُ الماءَ

يضرب لمن اتخذ ناصراً سفيهاً

3097- كَيْفَ لِي بأنْ أُحْمَدَ وَلاَ أُرْزَأَ شيئاً

أي لا يحصل الحمدُ مع وفور المال، كما قال أبو فراس‏:‏

وكَيْفَ يُنَالُ الحَمدُ وَالوفْرُ وَافِرُ‏؟‏*

3098- كالمُشْتَرِي القَاصعاءَ بِاليَرْبُوعِ

يضرب للذي يَدَعُ العينَ ويتبع الأثَرَ، وَيُؤْثِرُ مالا يبقى على ما يبقى

3099- أَكْدَتْ أََظْفَارُكَ

أي وَصَلْتَ إلى الكُدْية التي لا تَعْمَلُ أظفارُك فيها‏.‏

يضرب للرجل يقهره صاحبه

أي وجدت رَجُلا وصادَفْتَ من يقاومك‏.‏ ‏[‏ص 156‏]‏

3100- كُفِيتَ الدَّعْوَةَ

أصلُ هذا المثل أن بعض المُجَّان نَزَلَ براهب في صًوْمِعته، وساعَدَه على دينه، وجعل يقتدى به، ويزيد عليه في صلاته وصيامه، ثم إنه سَرَقَ صليب ذهب كان عنده، واستأذنه لمفارقته، فأذِنَ له وزَوَّدَه من طعامه، ولما وَدَّعه قَال له‏:‏ صحبَكَ الصليبُ، على رسْم لهم فيمن يريدون الدعاء له بالخير، فَقَال الماجن‏:‏ كُفِيتَ الدَّعْوَةَ، فصار مَثَلاً لمن يدعو بشَيء مفروغ منه

3101- اكْدَحْ لِي أَكْدَحْ لكَ

الكَدْحُ‏:‏ معناه السَّعْى، ولذلك وصل بإلى في قوله تعالى‏:‏ ‏(‏إنك كَادِحٌ إلى ربك كَدْحاً فملاقيه‏)‏ معناه سَاعٍ، ومعنى المثل اسْعَ لي أسعَ لَكَ

3102- كُنْ وَصِىَّ نَفْسِكَ

الوَصِي‏:‏ اسمٌ يَقَعُ على مَنْ تَكِلُ إليه أمرك بعد الموت، ولكنه لما قدر فيه النيابة عن الموصي أجرى عليه اسمه وإن عُدِم فيه الموت، كأنه قَال‏:‏ كُنْ مِنْ توصي إليه، وأصله في اللغة الوصل، يُقَال‏:‏ وَصَي يَصِي وَصْياً، إذا وصل، فسمى الوصي لما وُصِلَ به أسباب الموصي، وهو فَعيل بمعنى مفعول‏.‏

3103- أََكْثَرُ الظُّنُونِ مُيُونٌ

المَين‏:‏ الكذب، وجمعه مُيُون‏:‏ يضرب عند الكذب وتزييف الظن

3104- الكَمَرُ أشْباَهُ الكَمَرِ

يضرب في مُشَابهة الشَيء الشَيء‏.‏

قيل‏:‏ لَماَّ قَال أبو النَّجْم في أرجوزته‏:‏

تَبَقَّلَتْ فِي أوَّلِ التَّبَقُّلِ * بينَ رِمَاحَى مَالِكٍ وَنَهْشَلِ

قَال رؤبة‏:‏ أليس نهشل ابنَ مالكٍ‏؟‏ قَال أبو النجم‏:‏ يا ابن أخي إن الكَمَرَ تتشَابه، هو مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة

3105- كلُّ دنِيٍّ دُونَهُ الدَنىٌّ

قَال أبو زيد‏:‏ معناه كلُّ قريب وكل خُلْصَانٍ دونه قريب وخُلْصان، والدنى‏:‏ ههنا فَعِيل من الدُّنُوِّ الداني

3106- كَرِيمٌ وَلا يُبَاغَهْ

قلت‏:‏ المباغاة من البِغَاء، وهو الطَّلَب، يُقَال ‏"‏فلان لا يُبَاغِي‏"‏ أي لا تُطْلَبُ مُبَاراته ولا ترجى مُنَاصاته، و‏"‏لا يباغه‏"‏ جَزْم لأنه نهى المغايبة ، وأدخل الهاء السكت، كما قيل‏:‏ هنئت ولا تنكـه، قَال الشاعر‏:‏

إمَّا تَكَرَّمْ إنْ أصَبْتَ كَرِيمَةً * فَلَقَدْ أَرَاكَ - وَلاَ تُبَاغَ - لَئِيما‏[‏ص 157‏]‏

أراد لا تُبَاغَى، فاكتفى بالفَتحَة عن الألف كما يكتفي بالكسرة عن الياء نحو قوله تعالى ‏(‏والليل إذا يَسْرِ‏)‏ و ‏(‏ذلك ماكنا نبغ‏)‏ ومعنى البيت إن تتكرم الآنَ إذ أصبْتَ امرَأة كريمة فلقد كنتُ أراك وحالُكَ أنك لا تباري ولا تُجَارَى لؤماً، و ‏"‏إن‏"‏ في قوله ‏"‏إن أصبت‏"‏ بمعنى إذ، ويجوز أن تفتح الهمزة‏:‏ أي لأن أصَبْتَ‏.‏

3107- كُنْ وَسَطاً وامشِ جَانِبَاً

أي توسَّطِ القومَ وزَايِلْ أعمالهم، كما قيل‏:‏ خَالِطُوا الناسَ وزَايِلوهم

3108- كَصَفِيحَةِ المسَنّ تَشْحَذُ وَلا تَقْطَعُ

يضرب لمن يخدج ولا يُحسن تصرفه ‏.‏

3109- كَدُودَةِ القَزِّ

يضرب لمن يتعب نفسه لأجل غيره‏.‏ قَال أبو الفتح البُسْتِىُّ

ألَمْ تَرَ أنَّ المَرْءَ طُولَ حياتِهِ * مُعَنّىً بأمرٍ مَا يَزَالُ يُعَالِجُهْ

كَدُودٍ غَدَا للِقَزِّ يَنْسجُ دَائِبَاً * وَيَهْلِكُ غَمَّاً وَسْطَ مَا هُوَ نَاسِجُهْ

3110- كَذُبَالةِ السِّرَاجِ تَضِئٍ مَا حَوْلَهَا وَتَحْرِقُ نَفْسَهَا

3111- كَفَارَةِ المِسْكِ يُؤْخَذُ حَشْوَهَا وَ يُنْبَذُ جِرْمُهَا

يضرب لمن يكون باطنه أجملَ من ظاهره

3112- كالبَاحِثِ عن المُدِيَة

ويروى ‏"‏عن الشَّفْرة‏"‏

يُقَال‏:‏ إن رجلا وجَدَ صيدا، ولم يكن معه ما يذبحه به، فبحث الصيدُ بأظلافه في الأرض، فسقط على شَفْرَة، فذبحه بها‏.‏

يضرب في طلب الشَيء يُؤدِّي صاحبه إلى تلف النفس‏.‏

3113- كالخَمْرِ يُشْتَهَى شُرْبُهَا وَيُكْرَهُ صُدَاعُهَا

يضرب لمن يخاف شره ويشتهي قربه

3114- كالمُصْطَادَةِ بِاسْتِهَا

قَالوا‏:‏ ولج ضب بين رجلى امرَأة فضمَّتْ رجليها وأخذته، فضرب مَثَلاً لكل من أصاب شيئاً من غيره وجهه، وقَدَرَ عليه بأهوَنِ سَعْيٍ‏.‏

3115- كمُبتَغِى الصّيْدِ في عَرِينَة الأسَد ‏(‏ويروى ‏"‏في عريسة‏"‏ بكسر العين وتشديد الراء‏)‏

يضرب مَثَلاً لمن طَلَبَ مُحَالاً‏.‏ ‏[‏ص 158‏]‏

3116- كَذِى العُرِّ يُكْوَى غيرُهُ وَهُوَ رَاتِعٌ

قَال أبو عبيدة‏:‏ هذا لا يكون، وقَال غيره‏:‏ إن الإبل إذا فَشَا فيها العر - وهو قُرُوحٌ تخرج بمشَافر الإبل - أُخِذَ بعيرٌ صحيحٌ وكُوِىَ بين أيدى الإبل بحيث تنظر إليه، فتبرأ كلها، قَال النابغة‏:‏

حَمَلْتَ عَلَىَّ ذَنْبَهُ وَتَرَكْتَهُ * كَذِى العُرِّ يُكْوَى غَيْرُهُ وَهُوَ رَاتِعُ

‏(‏حفظى‏:‏ *وكلفتني ذنب امرئ وتركته*‏)‏

يضرب في أخذ البرئ بذَنْب صاحِبِ الجناية‏.‏

3117- كلُّ امْرِئٍ بِطُولِ العَيْشِ مَكْذُوب

‏(‏في شعر جنوب أخت عمرو ذي الكلب‏:‏ كلُّ امْرِئٍ بِمُحالِ الدهرِ مَكْذُوب*‏)‏

أي من أوهَمَتْهُ نفسُه طولَ البقاء ودَاوَمَة فقد كَذَبَتْه، وطوال الشَيء‏:‏ طولُه

3118- كالنَّازي بينَ القَرِيَنَيْنِ

وأصله أن يٌقْرَنَ البعيرُ إلى بعيرٍ حتى تقل أذيتهما، فمن أدخلَ نفسَه بينهما خبطَاه

يضرب لمن يوقِعُ نفسَه فيما لا يحتاج إليه حتى يعظم ضرره‏.‏

3119- كالمُحْتَاضِ على عَرْضِ السَّرَابِ

يضرب لمن يطْمَع في مُحَال‏.‏

واحتاض‏:‏ أي اتَّخَذ حَوْضَاً، والصحيح حَوَّضَ، وحاضَ يَحُوضُ حَوْضَاً، إذا اتخذ حوضاً‏.‏

3120- كَرُكْبَتَى البَعِير

للمتساويين‏.‏

3121- كَفَرَسَىْ رِهَانٍ

للمتناصيين ‏(‏التناصى‏:‏ أخد كل قرن بناصية قرنه‏)‏

3122- كُنْ حُلْمَاً كُنْهُ

يضرب للهائل من الخبر، أي ليكن حُلماً من الأحلام ولا يتحقق‏.‏

وأصله أن رجلا أهوى برمحه حتى جعله بين عيني امرَأة وهي نائمة فاستيقظت، فلما رأته فَزِعَتْ ثم غمضت عينيها وقَالت‏:‏ كن حُلْماً كَنه‏.‏

3123- كَادَ العَرُوسُ يَكُونُ مَلِكَاً

العرب تقول للرجل‏:‏ عَرُوسٌ، وللمرأة أيضاً، ويراد ههنا الرجل، أي يكاد يكون ملكا لعزته في نفسه وأهله‏.‏

3124- كَادَتِ الشَّمْسُ تَكُونُ صِلاَءً

الصِّلاَء - بالكسر والمد - النار، وكذلك الصَّلَى، بالفتح والقصر‏.‏ ‏[‏ص 159‏]‏

يضرب في انتفاع الفقراء بحرها دون النار

3125- أَكِبْراً وَإمْعَاراً

أي اجتمع عُجْبَاً وفَقْراً‏؟‏ يُقَال‏:‏ أمْعَرَ الرجل، إذا افتقر، وأصله من المَعَرِ، وهو قلة الشعر والنبات، يُقَال رجل معِر وأمْعَر، وأرض مَعِرة‏:‏ قليلةُ النَّبات‏.‏

3126- كَفَى قَوْماً بِصَاحِبِهِمْ خَبِيراً

أي أعلم الناس بالرجل صاحبه ومخالطه، وروى الكسائي ‏"‏كفَى قومٌ‏"‏ بالرفع، قَال المرزوقي‏:‏ كان من حقه أن يقول كفى بقوم خبيراٌ بصاحبهم، ووضع خبيرا موضع خبراء الجمع كقوله تعالى ‏(‏وحَسُنَ أولئكَ رَفِيقَاً‏)‏ أي رُفَقَاء، ونصب ‏"‏خبيرا‏"‏ على الحال، ويجوز على التمييز، وقَال غيره‏:‏ فاعل كَفَى محذوف، أي كفى قوماً علمهم خبيراً بصاحبهم، ووجه ماروى الكسائي كفى قوم بعلمهم خبيراً بصاحبهم، أي اكْتَفَى قومٌ بعلمهم خبراء بمن يصحبهم‏.‏

3127- كلُّ امْرئٍ يَعْدُو بما استَعَدَّ

يضرب في الحثِّ على استعداد ما يحتاج إليه‏.‏

3128- كلُّ شَيء يَنْفَعُ المُكاتَبَ إلاَّ الخِنْقَ

قَالها مكاتب سأل امرَأة، فاعتذرت إليه أنها لا تملك إلا نفسها، فبذلَتْها له، فعند ذلك قَال هذا‏.‏

يضرب عند الكَسْب قل أو كثر‏.‏

3129- كَذَبَتْكَ أُمُّ عِزْمِكَ

أم عِزْمِهِ‏:‏ اسْتُه

يضرب للرجل يتوعَّدْ ويتهدَّد‏.‏

3130- كالكَلْبِ يُهَرِّشُ مُؤَلِّفَهُ

يضرب لمن تحسن إليه ويذمُّك‏.‏

والتهريش كالتحريش، وهما الإغراء بين الكلاب، وأراد يهرش الكلب بمؤلفه، فحذف حرف الجر، و أوصَلَ الفعل

3131- كُنْ مُرِيباً واغْتَرِبْ

أي إذا جنيت جناية فاهرب لا يُظْهرَ عليك ولا يُظْفَر بك‏.‏

وفي ضده يُقَال‏:‏

3132- كُنْ بَرِيّاً وَاقْتَرِبْ

3133- كُلُّ يأتي مَاهُوَ لَهُ أَهْلٌ

أي كل يُشْبه صنيعه، كما قَال الله تعالى‏:‏ ‏(‏قل كل يعمل على شاكلته‏)‏

يضرب في الخير والشر‏.‏

3134- كلُّ صُعْلُوكٍ جَوَادٌ

أي مَنْ لم يكن له رأسُ مالٍ يبقى عليه هان عليه ذهابُ القليلِ الذى عنده‏.‏ ‏[‏ص 160‏]‏

3135- كَفَى بأَمَارَاتِ الطَّرِيقِ لَهُمْ حَشَماً

يُقَال‏:‏ حَشَمْتُ الرجلَ أحشمه واحتشمته، إذا أغضبته‏.‏

يضرب في التحضيض على دفع الظلم‏.‏ وذلك أن رجُلاً ظلَمَ قوماً، ثم جعل يمر بهم صباحاً ومساء‏.‏ وأمارات الطريق‏:‏ كثرة اختلافه فيه، فيقول‏:‏ قد أحْشَمَكم كثرةُ ما يمر بكم، فاثَّئِرُوا منه ولا تذلوا

3136- كَلاَّ ولَكِنْ لا أُعْطَاهُ

قَال رجل لامرأته ورأى ابنه من غيرها ضئيلا‏:‏ ملا بنى سَيِّيءَ الجسم‏؟‏ قَالت‏:‏ إنى لأطعِمُه الشحم فيأباه، قَال الأبن‏:‏ كلا‏!‏ ولكن لاأعطاه‏.‏

يضرب لمن يكذب في قوله‏.‏

3137- كالمُخْتَنَقَةِ على آخر طَحِنِيهَا

وذلك أن امرَأة طحَنتْ كَرَاً من حنطة فلما بقى منه مُدٌّ انكسر قُطْبُ الرَّحَى، فاختنقت ضجراً منه‏.‏

يضرب لمن ضَجِرَ عند آخرِ أمره وقد صبر على أوله‏.‏

3138- كلُّ مَبْذُولٍ مَمْلُولٌ

أي كلُّ ما مُنِعُه الإنسان كان أحْرَصَ عليه

3139- كالغُرَابِ والذِّئْبِ

يضرب للرجلين بينهما موافقة ولا يختلفان لأن الذئب إذا أغار على الغَنَم تبعه الغراب ليأكل ما فَضَل منه‏.‏ قلت‏:‏ وبينهما مخالفة من وجه، وهو أن الغراب لا يواسِى الذئبَ فيما يصيد، كما قَال الشاعر‏:‏

يُوَاسِي الغرابَ الذئبُ فِيما يَصِيدُهُ * وَمَا صَادَهُ الغِرْبَانُ في سَعَفِ النَّخْلِ

3140- كارِهَاً حَجَّ بَيْطَرُ

بَيْطَر‏:‏ اسم رجل‏.‏

يضرب للرجل يصنع المعروف كارهاً لا رغبةَ له فيه‏.‏

3141- كالعِلاَوَةِ بينَ الفَوْدَينِ

يضرب للرجل في الحرب يكون مع القوم ولا يغنى شيء‏.‏

3142- كالمُشْتَرِى عًقُوبَةَ بنِى كَاهِلٍ

وذلك أن رجل اشترى عقوبَتَهُمْ من وَالٍ، وكان عن ذاك بمعزل، فأخذته بنو كاهل فقتله‏.‏

يضرب للداخل فيما لا يعنيه‏.‏

3143- كالَّلذْ تَزَبَّي زبُيْةَ فَاصْطيدا

‏(‏وقع في أصول هذا الكتاب ‏"‏كاللذ ترقى‏"‏ وما أثبتناه هو الصواب‏.‏‏)‏

يضرب للرجل يأتي الرجل يسأله شيئاً فيأخذ منه ما سأل‏.‏ ‏[‏ص 161‏]‏

3144- كالمُزْدَادِ مَنَ الرُّمْح

وهو الرجل يُطْعَن فيستحي أن يفر، فيدخل في الرمح يمشي إلى صاحبه‏.‏

يضرب لمن يركب أمرا يخزى فيه فيلبس على الناس‏.‏

3145- كَيْفَ تَرَى ابْنَ أُنْسِكَ‏؟‏

يعني كيف تراني‏؟‏ يقول الرجل لصاحبه قَال أبو الهيثم‏:‏ يقوله الرجل لنفسه، إذا مَدَحها‏.‏

قَال‏:‏ ومثلُه‏:‏

3146- كَيْفَ تَرَى ابْنَ صَفْوَكَ‏؟‏

أي كيف تراني‏؟‏ ويقَال‏:‏ فلان ابنُ أنِس فلان، للصَّفِيِّ، إشارة إلى أنه اشتهر بذلك فصار نسباً له يعرفه‏.‏

3147- اكْتُبْ شُرَيْحَاٌ فَارِسَاً مُسْتَمِيتاً

وشريح‏:‏ اسم رجل، والمستميتُ‏:‏ الرجل الشجاع الذي كأنه يطلب الموت لشدة إقدامه في الحرب، نصَبَ ‏"‏فارساً‏"‏ على الحال، وهذا رجل جُنْدى يعرض نفسه على عارض الجند وهو يقول هذا القول ويلح حتى كتب يضرب للرجل يطلب منك فُيلِحُّ وَيَلِجُّ حتى يأخذ طَلَبته‏.‏

3148- كالسَّيْلِ تَحْتَ الدَّمْنِ

قَالوا‏:‏ الدمْنُ البَعَر، قَال لبيد‏:‏

رَاسِخ الدَّمْنِ عَلَى أعْضَادِهِ * ثَلَمَتْهُ كُلُّ رِيْحٍ وَسَبيل

يضرب لمن يُخْفِى العداوة ولا يظهرها

3149- كلُّ قَائِبٍ مِنْ قُوبَةٍ

القاب‏:‏ الفَرْخ، والقُوَبة‏:‏ البيضة، أي كل فَرْع يبدو من أصل‏.‏

3150- كَفَى بالشَّكَّ جَهْلاً

قَال أبو عبيد‏:‏ يقول‏:‏ إذا كنت شاكاً في الحقِ إنه حق فذلك جَهْل‏.‏

3151- كَحِمَارَىِ العِبادِيِّ

قَالوا‏:‏ العِبَاد قوم من أفنَاء العرب نزلوا الحِيْرَةَ وكانوا نَصَارَى منهم عَدِيٌّ بن زيدٍ العِبَادِيُّ‏.‏

قَالوا‏:‏ كان لِعَبادىٍّ حماران، فقيل له‏:‏ أي حمارَيْكَ شر‏؟‏ قَال‏:‏ هذا ثم هذا، ويروى أنه قَال حين سُئل عنهما‏:‏ هذا هذا، أي لا فَضْلَ لأحدهما على الآخَر‏.‏

يضرب في خلتين إحداهما شر من الأخرى وقَال‏:‏

رِجْسَانِ مالَهُمَا في الناس مِنْ مثَلٍ * إلاَّ حِمَار العِبَادِيَّ الَّذي وُصِفَا

مُجَرَّحَانِ الكُلَى تَدْمَى نُحُورُهُما * قَدْ لاَزَمَا مُحْرَقَ الأنْسَاع وَ الأُكُفَا

3152- كِلاَ البَدَلْينِ مُؤْتَشَبٌ بهِيمُ

يُقَال‏:‏ اشَبْتُ القومَ فأتَشَبُوا، أي ‏[‏ص 162‏]‏ خلطتهم فاختلطوا، وفلان مؤْتَشَبٌ - بالفتح - أي غير صريح النسب، والبهيم‏:‏ المظلم‏.‏

يضرب للأمرين اسْتَوَيَا في الشر‏.‏

3153- كلُّ نهْرٍ يُحْسِينِي إلاَّ الجَرْيبَ فإنَّهُ يُرْوِيني

الجريب‏:‏ وادٍ كبير تنْصَبُّ إليه أوْدِيَة يضرب لمن نِعَمَهُ أسْبَغُ عليك من نعم غيره

3154- كلُّ صَمْتٍ لاَ فِكْرَةَ فيِه فَهْوَ سَهْوٌ

أي غفلة لا خير فيه‏.‏

3155- كَثَرَةُ العِتَابِ تُورِثُ البَغْضَاءَ

3156- أكْثَرَ مَصَارِعِ العٌقُولِ، تَحْتَ بُرُوقِ المَطَامِعِ

3157- الكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ المُنْعِمِ

يعني بالكفر الكُفْرَانَ، والمخْبثة‏:‏ المفسدةُ، يعني كفر النعمة يُفْسِدُ قلبَ المنعم على المنعَمِ عليه‏.‏

3158- الكَلاَمُ ذَكَرٌ والجَوَابُ أُنثَى، وَلاَبُدَّ مِنَ النِّتَاجِ عِنْدَهَ الأزْدوَاجِ

3159- كلُّ إنَاءٍ يَرْشَحُ بما فِيه

ويروى ‏"‏ينضج بما فيه‏"‏ أي يتحلَّب

3160- كَفَى بالمَشْرَفِية وَاعِظَاً

المَشْرَفية‏:‏ سُيُوفٌ تَنسَبُ إلى مَشَارف الشأم، وهي قُرَاهَا‏.‏

وهذا قريب من قولهم ‏"‏ما يَزَاعُ السلطان أكثر مما يَزَع القرآن‏"‏

3161- كَرَاكِبِ اثْنَيْنِ

أي كراكب مَرْكُوبين اثنين، وهذا لا يمكن‏.‏

يضرب لمن يتردَّدُ بين أمرين ليس في واحدٍ منهما ‏[‏فَضْلٌ‏]‏

3162- كادَ النَّعَامُ يَطِيرُ

يضرب لقرْب الشَيء ممَّا يُتَوقَّعُ منه لظهور بعض أماراته‏.‏

3163- كلُّ غَانِيَةٍ هِنْدٌ

يضرب في تَسَاوِى القوم عند فساد الباطن

3164- كَالجَرَادِ لاَ يُبْقِى وَلاَ يَذَرُ

يضرب في اشتداد الأمر واستئصال القوم

3165- كَمَا تَزْرَعُ تحصُدُ

هذا كما يُقَال ‏"‏كما تَدِينُ تدان‏"‏

يضرب في الحثِّ على فعل الخير‏.‏

3166- كالمَحْظُورِ فِي الطِّوَلِ

المحظور‏:‏ الذي جعل في الحظيرة، ‏[‏ص 163‏]‏ والطِّوَلُ‏:‏ الحبْلُ يشدُّ في إحدى قوائم الدابة ثم ترسل ترعى‏.‏ يضرب للذي يقل حَظُّه مما أوتي من المال وغيره‏.‏

3167- كالمَرَبُوطِ وَالمَرْعَى خَصيبٌ

هذا قريب مما تقدم في المعنى‏.‏

3168- كُنْتُ مُدَّةً نُشْبَةً فَصِرْتُ اليَوْمَ عُقْبَةً

أي كنت إذا نَشِبْتُ بإنسان لقى منى شراً فقد أعقب اليوم منه، وهو أن يقول الرجل لزميله ‏"‏أعقب‏"‏ أي انْزِلْ حتى أركب عُقْبَتى، ويروى ‏"‏فقد أعقبت‏"‏ أي رَجَعْت عنه، وقوله نُشْبَةَ كان حقه التحريك يُقَال ‏"‏رجل نُشَبة‏"‏ إذا كان علقا فخفف لازدواج عُقْبة، والتقدير ذا عقبة‏.‏

يضرب لمن ذلَّ بعد العز‏.‏

3169- كَذَبَ العِيرُ وَإنْ كانَ بَرَحَ

بَرَحَ الصيدُ؛ إذا جاء من جانب اليَسَار، وهذا من بيت أبي دُوَاد‏:‏

قُلْتُ لَمَّا نَصَلاَ مِنْ قنَّةٍ * كَذَبَ العَيْرُ وَإنْ كَانَ بَرَحْ

وَتَرَى خَلْفَهمَا إذْ مَضَيَا * مِنْ غُبَارٍ سَاطِعٍ قَوْسَ قُزَحْ

قوله ‏"‏نصَلا‏"‏ أي خَرَجَا، يعني الكلب والعَيْر، والقُنَّة‏:‏ أراد بها الرَّبْوة، وكذب‏:‏ فَتَر، أي أمْكَنَ وإن كان بارحا، ويجوز أن يكون ‏"‏كذب‏"‏ إغراء‏:‏ أي عَلَيْكَ العير فصِدْه، وإن كان برح

يضرب للشَيء يُرْجى وإن استصعب‏.‏

3170- كَلأَ يَيجَعُ مِنْهُ كَبِدُ المُصْرِمِ

يضرب للرجل يغنى ويَحْسُنُ حَالُه ثم يُصْرِمُ فيمرُّ بالروض عند التفافِ النبات وكثرةِ الخِصْب فيحزن له‏.‏ ويَيْجَع‏:‏ لغة في يَوْجَع، وكذلك يَاجَعُ ويِيجَعُ، والمُصْرِم‏:‏ الفقير، يعني أنه إذا رأى كثرةَ النباتِ ولم يكن له مال يَرْعَاه وَجِعَ كبدُه‏.‏

3171- كَلأٌ حَابِسٌ فِيه كَمُرْسِلٍ

أي الذي يَحْبِس الإبل والذي يُرْسِلها سواء فيه لكثرته‏.‏

3172- كَلأٌ لاَ يَكْتُمه البَغِيضُ

يعني به الكثرة أيضاً، وكتمتُ زيداً الحديثَ، إذا كتمته منه‏.‏

3173- كَعَيْنِ الكَلْبِ النَّاعِسِ

يضرب للشَيء الخفىّ الذي لا يبدو منه إلا القليل‏.‏

لأن الناعس لا يغمِّضُ جفنيه كل التغميض، قَال الشاعر يصف فَلاَةً‏:‏ ‏[‏ص 164‏]‏

يَكُونُ بِهَا دَلِيْلَ القَوْمِ نَجْمٌ * كَعَيْنِ الكلبِ فِي هُبَّى قبَاعِ

يعني أن النجم الذي يُهْتَدى به خفّى لا يبدو منه إلا هذا القدر، وهُبَّى‏:‏ جمع هابٍ، وهو الذي وقع وَطَلَع في هَبْوَة وهي الغبار، وقبَاعٌ‏:‏ جمع قابع، يُقَال‏:‏ قَبَعَ القنفذُ إذا غيَّبَ رأسه، والتقدير يكون بها أي بالفَلاَة دليلَ القوم نجمٌ خفي فيما بين نجومٌ هُبَّى قباع

3174- كُرْهاً تَرْكَبُ الإبل السَّفَرَ

يضرب للرجل يركب من الأمر ما يكرهه ونصب ‏"‏كرهاً‏"‏ على الحال، أي كارهةً، فهو مصدر قام مقام الحال، ومثله بيت الحماسة‏:‏

حملَتْ بِهِ في لَيْلَةٍ مزءُودة * كُرْهَاً ‏(‏تتمته* ‏.‏‏.‏ وعقد نطاقها لم يحلل* وهو من كلمة لأبي كبير الهذلى‏)‏ ‏(‏التبريزى 1/85‏)‏

3175- كَارِهاً يَطْحَنُ كَيْسَانُ

يضرب لمن كلف امراً وهو فيه مكره وكيسان‏:‏ اسم رجل‏.‏